قبل ان ندخل في الحديث عن الابتكار لابد ان نتفق انا و انت على ماهو مفهوم الابتكار فتوضيح و توحيد المفاهيم امر لابد منه ليتم الفهم بالشكل الصحيح ، ان تعريف الابتكار في ادبيات المواضيع المتعلقة به كثيرة جدًا و كل يأخذه من الزاوية التي يراها سأذكر هنا تعريف الابتكار الذي اراه مناسب و الذي اتحدث عنه في هذه المقالة ، و لتوضيح ذلك لابد من ادراك التداخل الكبير بين مصطلح ( الابداع ) و ( الاختراع ) و ( الابتكار )
الابداع : هو امر متعلق بالفكرة فالمبدع هو من يأتي بالأفكار الجديدة - و ان كان الابداع يأخذ معاني أوسع في المفهوم الدارج -
الإختراع : هو أمر متعلق بالإنتاج و الصنع و هو المرحلة الثانية بعد الابداع فبعد توليد الفكرة الجديدة من الطبيعي الانتقال الى تنفيذها و عندما نستطيع نقل الفكرة من الخيال الى الواقع نكون قد اخترعنا شيء ما
الابتكار : هو جعل ما تم اختراعة ذو قيمة و منفعة
و من هنا يتضح مفهوم الابتكار الذي سأتحدث عنه و هو ايجاد القيمة المضافة و لتحقيق ذلك ليس من الضرورة ان تكون مبدع او مخترع بل يمكنك الاستفادة من ابداع و اختراعات الآخرين لتبتكر او حتى يمكنك ان تكون مبتكر باضافة قيمة لما تملكه او وجد في المجتمع منذو عقود ، فمن ابتكر ( المكرونة بالجبن ) لم ينتج الجبن ولا حتى المكرونة بل هو بائع اراد تسويق منتج غير جيّد من الجبن فأضافه الى المكرونة و بالتالي اوجد منتج جديد وبمعرفته و فهمه لطبيعة زبائنه و كيفية التسويق استطاع ايجاد القيمة المضافة و بالتالي يمكن اعتباره مبتكر .
ان الابتكار ضرورة يفرضها علينا التغير السريع الذي يشهده العالم وعلى المجتمعات ان تطور و تبتكر لتواكب هذا التغير و الى فانها ستتشوه او تختفي بالكلية و لاهتمامي بالابتكار الاجتماعي سأجعله النوع الذي اتحدث عنه هنا .
قسم بنجامين بلوم الأهداف التعليمية الى ثلاث أقسام و يهمنا منها جانب الادراك الذي تم تطويره بعد بلوم ليصبح على الشكل التالي
1- الابتكار عملية بمعنى انه يمر بمراحل حتى يتكون
2- الابتكار يحتاج لوقت فهو لا يحدث بالصدفة مثل الاختراع
تفكيك الهرم
التذكر
و يعتبر قاعدة الهرم و قد كانت القاعدة قديمًا في الهرم الذي وضعه بلوم ( المعرفة ) ، و في هذه القاعده نحتاج ان تكون لدينا معلومات وفيرة و من هنا يجب ان نخرج من ايطار اعتقادنا بمعرفة الموضوع المراد الابتكار فيه لنكون صورة اوسع و ذلك بالبحث اكثر و مخالطة الناس ، فكلما كانت لدينا معلومات اكثر زادت مساحة القاعدة .
الفهم
بعد ان جمعنا معلومات في المرحلة السابقة نحاول الان الارتقاء بها للوصول الى القاعدة الثانية و هي الفهم ان مصطلح الفهم بأبسط تعابيره هو اعطاء معنى للأشياء و من هنا نحاول ان تكون للمعلومات التي جمعناها معاني واضحة ، و بانتقال المعلومة الى الفهم تتكون المعرفة ، ان عرض المعلومات التي تم جمعها عن الموضوع المراد الابتكار فيه و كتابتها و جعلها مرئية يساعد كثيرًا في الوصول الى الفهم لذلك يجب استخدام الورق اللاصق و الواح العرض .
التطبيق
لا يقصد بالتطبيق التكرار الصحيح او التقليد و المحاكاة بل ان التطبيق هنا يعد مرحلة متقدمة من الفهم و التي تسمح لك بوضع ما تعلمته في سياق جديد ، و يعتبر هذا ايضًا واحد من تقنيات الابتكار المستخدمة في ( SCAMPER )
التحليل
و يقصد فيه الفهم الدقيق للجزئيات فمعرفة تفكيك الموضوع تدل على فهم عميق للروابط و الامور المشتركة ، و هنا يجب ان يكون لديك فهم كامل للموضوع المراد الابتكار فيه و معرفة الروابط سواء المتعلقة بالموضوع نفسه او المواضيع المرتبطة به .
الابتكار
في الواقع ان الابتكار هنا نتيجه حتمية اذا تمكنت من باقي الهرم فمن الطبيعي اذا كانت لديك كل المعرفه و الفهم السابق ان تبتكر و تبدع و بامكانك اضافة القيمة التي تحقق لك الابتكار .