مختصر تاريخ القهوة

 


الاكتشاف

بعيدًا عن القصص الغير مثبته و التي تشعر ان خلفها عقلية واحدة فمن اكتشاف راعي الغنم الصيني للشاي الى خالدي الراعي الحبشي و اكتشاف القهوة و امثالهما من القصص التي يبدوا الرجل الابيض الغربي خلف اختلاقها بحيث يعطي ايحاء ان هذه الشعوب لا تعرف الا رعي الغنم ، تذكر المصادر التاريخية المثبتة ان اكتشاف القهوة كان في اليمن على ايدي المشايخ الصوفية وذلك في القرن التاسع الهجري منتصف القرن الخامس عشر الميلادي تقريبًا يذكر ذلك الجزيري المتوفي نهاية القرن العاشر الهجري في كتابة عمدة الصفوة و يغلب الظن انها عرفت عن طريق الشيخ الصوفي علي بن عمر الشاذلي - ولذلك تعرف القهوة بالشاذلية في بعض المناطق - و يقال ايضًا انها اشتهرت بسبب الشيخ محمد بن سعيد الذبحاني .

الاختلاف

من كان يعتقد ان احدًا سيؤلف كتاب عن مشروب او حتى يأتي بذكره الا ان الاحداث المثيرة التي عانت منها القهوة دفع المؤرخين و الفقهاء للكتابة عنها ، تبدأ القصة من مكة المكرمة في سنة 916 هـ حيث عين خاير بك من قبل المماليك واليًا على مكة المكرمة وتبدأ رحلة التحليل و التحريم و التي استمرت لما يقارب القرنين حدثت فيها احداث كثيرة ما بين قتل و سجن و جلد و الفت فيها الكتب و المصنفات كما اصدرت الفتاوى و العجيب في الامر ان الاختلاف في القهوة بلغ حد التطرف في الجانبين فجانب يرى انها شراب الاتقياء و اهل الله و خاصته و جانب يفتي ان شاربها يبعث يوم القيامة و وجهه اسود كقيعان اوانيها .

الاعتراف

فرضت القهوة نفسها رغم الاحداث الكثيرة التي دارت حولها حتى استحقت الشرعية بل تجاوزت ذلك بكثير فقد اصبحت قرى الضيف المتعارف به في منطقة الحجاز و بدأت القهوة رحلتها من اليمن الى مكة المكرمة بداية القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي ثم الى القاهرة في العقد الثاني من نفس القرن ثم استوطنت الشام في الثلاثينيات و وصلت الى اسطنبول مع تغيير في اسمها ( قهفه ) وذلك في عام 1554 م و ما ان انتهى ذلك القرن حتى اصبحت القهوة شراب يكاد لا يخلو منه بيت في المناطق التي سيطر عليها العثمانيون

الاحتراف 

 في بداية القرن السابع عشر الميلادي اسست اضخم و احقر شركتين عرفهما التاريخ شركة الهند الشرقية البريطانية ( 1600م ) و شركة الهند الشرقية الهولندية ( 1602 م) وكانت اول صفقة بن عالمية للهولنديين في عام 1616 و لكن القهوة لم تدخل اوروبا الا عام 1628عن طريق الهولنديين لتنتشر بعدها و ان كانت ايطاليا عرفتها قبل ذلك عن طريق التجارة بين الاسكندرية و البندقية ، السيادة العسكرية للعثمانيين جعلهم يتزعمون العالم اقتصاديًا و ثقافيًا و هذا ما جعل القهوة تصل الى باريس عن طريق السفير العثماني سليمان اغا في عام 1669م الذي اقام احتفال على الطريقة التركية كان من ضمنه القهوة و حينها عرفت القهوة في باريس كشراب ارستقراطي لعلية القوم ، دخلت القهوة فينا في عام 1683 م بعد حصار العثمانيين لها .
google-playkhamsatmostaqltradent