ان الوقت الذي يقضيه الطفل في العلم أمر جيد و لكنه لا يعتبر عنصر فعال الا بوجود تفاعل لعقل الطفل خلال العملية التعليمية .و يجب علينا ان نراعي دمج عملية التفكير في الأمور الحياتية الروتينية فحتى الأشياء التي نفعلها يوميًا يمكن أن تكون فرصة لتعليم الأطفال .
التحدث و الانصات مهارتان رئيسيتان للذكاء اللغوي و تطويرهما يسهل على الطفل فهم و ادراك عوالمه الداخلية و العالم الخارجي فمن خلال التحدث يستطيع الطفل التعبير عن أفكاره في كلمات كما يتعلم مواصلة فهمه للعالم من خلال الانصات الجيد .
و حينما نذكر الحديث هنا فإن المقصود هو الحوار الجيد و ليس المهارة اللغوية المحصورة في كلمات و طلاقة لفظيه بل نتجاوز ذلك الى الحوار الجيد الذي يشمل المتحدث الجيد و المنصت الجيد .
الحديث مع الأطفال أمر شيق و لا تعود فائدته على الطفل فحسب بل ان البالغ يستفيد أكثر من خلال التفاعل مع الطفل اذ يتعلم البالغ كثيرًا من خلال التحدث و الانصات الى محتوى تفكير الطفل و أساليب تفكيره .
طرق تشجيع الطفل على التفكير من خلال التحدث معه
التوقف : السماح للأطفال بوقت للتفكير خلال السؤال و الإجابة ، ان الوقت الذي تعطيه للطفل و ان كان قصير فان له اثار إيجابية فهو يشعر الطفل بأنك تثق بأن الإجابة لديه و كذلك فيه ايحاء بان التفكير يحتاج لوقت و لا داعي للاستعجال .
التقبل : عدم التعجل في الحكم على إجابة الطفل و تقبلها و للتقبل طرق مختلفة فمنها ان تصرح بفكرته ، تطبقها ، تقارنها بأخرى ، تنظمها أو حتى من الممكن أن يكون التقبل عن طريق الايماء بالرأس . ان التقبل من شأنه ان يزيد من اسهاب الطفل في الحديث عن فكرته و رفع الثقة لديه .
التوضيح : اذا لم نستطع فهم ما يريد قوله الطفل فلا نتعجل بوضع المعلومة على شفتيه بل لابد من التوضح و الاستفهام منه و جعله يوضح و يسهب أكثر في كلامة ، ( ماذا تقصد ؟ هل بإمكانك ان تشرح لي ؟)
التيسير : دعم الطفل في حديثه و إعطائه بعض الأمور التي من شأنها ان تساعده في إيصال فكرته ، ( هل أنت متأكد ؟ كيف يمكننا التأكد ؟ هل يمكن ان نجرب و نرى ؟)
التحدي : الأطفال يحتاجون الى التحدي احيانًا كمثير يساعد في عملية التعلم و ينبغي ان نشجعهم على ذلك فمن خلال الحوار يمكن ان نطرح أسئلة من شأنها ان تغذي التحدي لديهم (هل توافق على ما أقول ؟ هل ترى أي مشكلة ؟ هل تعتقد ذلك ؟ )
ان المهارات اللغوية تحتاج الى جهد و وقت كبيرين لكي تنو عند الطفل و لا بد من الكثير و الكثير من الممارسة ، ان خلق مواقف و حوارات بناءة لهو هدف يجب على المربي مراعاته يوميًا ، و التربية و التعليم و ان كانت عمليات متعبه لكنه متى ما استطاع المربي ادراكها تمكن من توظيفها في ابسط الأمور الحياتية فكل المواقف التي تمر بالطفل يمكن تحويلها الى برنامج تعليمي بل حتى لعب الطفل نفسه و كل ما علينا هو الانتباه و استغلال المواقف .