تنمية الذكاء اللغوي عند الأطفال ( الكتابة )

 




 العلاقة بين الكتابة و القراءة علاقة وطيدة فكلاهما يتطلب معرفة في اللغة و الطرق التي يعبر من خلالها عن الأفكار ، و توضح الدراسات الارتباط التام بين القراءة و الجودة في الكتابة إذ تستطيع أنشطة القراءة تنمية مهارات الكتابة ، والكتابة من شأنها ان تحفز و تنمي مهارات التفكير فهي تجعل ما يفكر به الشخص مرئي له و بالتالي تدعيم و تحسين أفكاره.

الكتابة تعد تراكيب و رموز مرسومة للغة في حين أن التحدث يعتبر أصوات منطوقة ، فبالتالي هما نمطان مختلفان للغة و هذا الاختلاف يؤكد انه ليس هناك ارتباط ضروري بين الكتابة و التحدث فمن الواضح ان الكتابة أكثر تعقيدًا في تركيبها عن اللغة المنطوقة و بالتالي فان طفلًا بالسادسة من عمره قد يكتب نص يتوافق مع التعليق المنطوق لطفل في الرابعة مثلًا .
الكتابة من شأنها تحفيز تفكير الأطفال بطرق مختلفة و لو طلبنا من طفل ان يخبرنا ماذا حدث له في نهاية الأسبوع مثلًا لأخبرنا القصة من مرة واحدة بينما لو طلبنا منه الكتابة فانه سيحتاج لأكثر من نسخة و طريقة لسرد قصته
الكتابة من الأمور المهملة عند الأطفال فهي تنمي جوانب عديده من مهارات التفكير اذ تسمح للطفل بتطوير فكرته بشكل أكثر في حين ان التحدث لا يعطي هذه الفرصة و الكتابة تسمح بالتعديل و المراجعة و التنقيح  و هذه من شأنها ان تنمي التفكير المجرد عند الطفل كما ان الكتابة تعطي الطفل فرصة للتفكير في (كيف يقول ) و ليس ( ماذا يقول ) وحسب ، ان الطلب من الطفل كتابة ما حدث له أو يخطط لفعله تنمي الجزء الأيسر من عقل الطفل بينما الكتابة عن المشاعر و الخيال تنمي الجزء الأيمن و بالتالي تكون الكتابة ساهمت في جزئي الدماغ .
الرغبة هي المحرك الحقيقي للطفل في الكتابة و زرعها فيه يحتاج لوقت و اساليب متعدده ان اليوميات و المجلات ما عادت الطرق الأكثر استخدام في هذه الأيام أو بمعنى اخر لم تعد بنفس الطريقة يمكن ان ننشأ للطفل مدونة خاصة يكتب من خلالها يومياته و افكاره حتى و ان لم تكن تنشر .

تنمية مهارات الكتابة :

تقسم مهارات الكتابة لثلاث مراحل

1- مهارات ما قبل الكتابة 

( التفكير ، الوصف الذهني ، الملاحظات و القوائم )
من الممكن ان نطرح على الطفل أسئلة من شأنها ان تعطيه فرصة أكبر لترتيب و تحسين كتابته ( ماذا تريد أن تكتب ؟) ( لماذا تكتب ؟) ( كيف ستكتب ؟)

    2-   مهارات الكتابة

( الصياغة ، التوسع في الأفكار ، المراجعة )
من الفيد اخبار الطفل بإعادة قراءة المكتوب و التساؤل عما اذا كان راض عنه ( هل وضحت الفكرة ؟) ( اين المشكلة ان لم تكن واضحة ؟) (هل من الممكن إعادة الصياغ ؟)

    3-   ما بعد الكتابة  

( التعديل ، التنقيح ، الاستشارة )
من الضروري ان يعلم الطفل ان الكتابة ملكه و من حقه التعديل و التغيير حتى بعد الانتهاء فهذا من شأنه ان يعطيه حرية في الكتابة  ، ان عرض الطفل لكتاباته على البالغين يتعلم من خلاله فكرة النقد البناء و تقبل اراء الآخرين و من الضروري تنبيه الطفل ان الكتابة رحلة فكر و عليه ان يعرف ان ايجاد الطرق يحتاج لوقت فلا أحد يولد متقن للكتابة

يجب الانتباه الى ان الكتابة المقصودة هنا ليست القواعد الاملائية و ليست الكلمات التي يطلب من الطفل كتابتها بل هي الكتابة الحرة التي تجعل الطفل يفكر بنفسه و تسمح لنا بالدخول الى عقل الطفل من خلال السطور. من الجيد اغفال القواعد الإملائية و النحوية و التركيز على الفكرة لأنها هي الهدف الرئيسي من جعل الطفل يكتب .

google-playkhamsatmostaqltradent